تخيّل..
تخيل أن يخرج ابنك المراهق من صلاة الجمعة، ذاهباً لزيارة
أحد أصدقائه من أبناء الحي، وتنتظره كالعادة أنت ووالدته
على الغداء... فيختفي ابنك فجأة وتظل تبحث عنه فلا تجده...
وتتصل بجواله فتجده مقفلاً... وتسأل عنه صديقه الذي كان
عنده، فيقول خرج من عندي الساعة الواحدة... وقال لي إنه
ذاهب للمنزل كالعادة...! وبقية أصحابه لا يعرفون عنه أي
شيء!
تخيل وضعك ووضع زوجتك وأنتما تعانيان من الألم والحالة
النفسية الصعبة الشبيهة بالانهيار العصبي، وأنتما تجهلان
مصير فلذة كبدكما الذي في حياته لم يتأخر عن وجبة غداء يوم
الجمعة! ويختفي لما يقرب من ست ساعات من دون أن يتصل بأهله!
بل جواله مقفل كل هذا الوقت.
تخيل أن يصبح قلبك وقلب والدته فارغين، وتكونا من دون شك في
ضياع وتشتت ذهني، وتعانيان من ألم غريب، يبدأ بنخر قواكما
لدرجة أن تدفعا روحيكما في مقابل عودة فلذة كبدكما سالماً...
وينتهي بانهيار عصبي شبه تام... يسد نفسيكما من أي شيء...
وكل شيء... وتبقى الأمنية الوحيدة لكما... هي رؤية ابنكما
أو سماع صوته على أقل تقدير.
تخيل أن تتصل بجميع المستشفيات... وتتوجس خيفة أن تجد اسم
ابنك في أي من أقسام الطوارئ ضمن المصابين أو الوفيات... ثم
تحمد الله أنه ليس منهم... وتظل متألماً لاختفائه... وتخيل
أن تتصل بالشرطة للتبليغ عن فقدانه... وتتفاجأ بأنهم لا
يقبلون بلاغات الفقدان قبل مرور 24 ساعة عليه! أي بعدما
يضيع المفقود ويصل إلى روما... يمكن بعدها إزعاج السُلطات
ببلاغ الفقدان، ولا أحد يعرف حتى الآن الحِكمة من لزوم مرور
24 ساعة لقبول بلاغات الفقدان!
وتخيل بعد كل هذا الوقت، يتصل بك ابنك من جواله الذي كان
مغلقاً لست ساعات... وتكتشف أنه قبض عليه بتهمة خدش سيارة
أحد سكان الحي بآلة حادة... وأن صاحب السيارة المقهور، اتهم
كل من كان يمشي في الطريق وقتها... وأن ابنك كان من ضمن من
كانوا يمشون في الطريق... وتم اعتقاله... ومصادرة جواله
وإغلاقه... ومن ثم ترحيله مع جواله المغلق لإصلاحية الأحداث
في دار الملاحظة الاجتماعية! وتكتشف أنهم حجزوه كل هذه
المدة، رافضين إعطاءه الفرصة للاتصال بأهله... بل قاموا
بحلق شعر رأسه من دون أي سبب يذكر إلا أنه جاء متهماً بتهمة
«خدش سيارة»... من دون دليل ولا شهود حق ولا شهود زور.
وتخيل بعد أن ذهبت لتوقيع تعهد استلام ابنك بيومين، أن يتصل
بك «كبير المحققين» في الإصلاحية وأنت في عملك البعيد جداً
عن المدينة، ويطلب منك الحضور حالاً لمناقشة موضوع التهمة،
وإلا فسيتم البت فيها ضده! وتخيل أنه بعد كل هذه المرمطة،
يطلع ابنك بريئاً كبراءة الذئب من دم يوسف!
إن كان تخيلك لهذه القصة يؤلمك... فليكن بعلمك أنها حدثت
لأحد المواطنين... وبكل تفاصيلها.
تخيل أن يخرج ابنك المراهق من صلاة الجمعة، ذاهباً لزيارة
أحد أصدقائه من أبناء الحي، وتنتظره كالعادة أنت ووالدته
على الغداء... فيختفي ابنك فجأة وتظل تبحث عنه فلا تجده...
وتتصل بجواله فتجده مقفلاً... وتسأل عنه صديقه الذي كان
عنده، فيقول خرج من عندي الساعة الواحدة... وقال لي إنه
ذاهب للمنزل كالعادة...! وبقية أصحابه لا يعرفون عنه أي
شيء!
تخيل وضعك ووضع زوجتك وأنتما تعانيان من الألم والحالة
النفسية الصعبة الشبيهة بالانهيار العصبي، وأنتما تجهلان
مصير فلذة كبدكما الذي في حياته لم يتأخر عن وجبة غداء يوم
الجمعة! ويختفي لما يقرب من ست ساعات من دون أن يتصل بأهله!
بل جواله مقفل كل هذا الوقت.
تخيل أن يصبح قلبك وقلب والدته فارغين، وتكونا من دون شك في
ضياع وتشتت ذهني، وتعانيان من ألم غريب، يبدأ بنخر قواكما
لدرجة أن تدفعا روحيكما في مقابل عودة فلذة كبدكما سالماً...
وينتهي بانهيار عصبي شبه تام... يسد نفسيكما من أي شيء...
وكل شيء... وتبقى الأمنية الوحيدة لكما... هي رؤية ابنكما
أو سماع صوته على أقل تقدير.
تخيل أن تتصل بجميع المستشفيات... وتتوجس خيفة أن تجد اسم
ابنك في أي من أقسام الطوارئ ضمن المصابين أو الوفيات... ثم
تحمد الله أنه ليس منهم... وتظل متألماً لاختفائه... وتخيل
أن تتصل بالشرطة للتبليغ عن فقدانه... وتتفاجأ بأنهم لا
يقبلون بلاغات الفقدان قبل مرور 24 ساعة عليه! أي بعدما
يضيع المفقود ويصل إلى روما... يمكن بعدها إزعاج السُلطات
ببلاغ الفقدان، ولا أحد يعرف حتى الآن الحِكمة من لزوم مرور
24 ساعة لقبول بلاغات الفقدان!
وتخيل بعد كل هذا الوقت، يتصل بك ابنك من جواله الذي كان
مغلقاً لست ساعات... وتكتشف أنه قبض عليه بتهمة خدش سيارة
أحد سكان الحي بآلة حادة... وأن صاحب السيارة المقهور، اتهم
كل من كان يمشي في الطريق وقتها... وأن ابنك كان من ضمن من
كانوا يمشون في الطريق... وتم اعتقاله... ومصادرة جواله
وإغلاقه... ومن ثم ترحيله مع جواله المغلق لإصلاحية الأحداث
في دار الملاحظة الاجتماعية! وتكتشف أنهم حجزوه كل هذه
المدة، رافضين إعطاءه الفرصة للاتصال بأهله... بل قاموا
بحلق شعر رأسه من دون أي سبب يذكر إلا أنه جاء متهماً بتهمة
«خدش سيارة»... من دون دليل ولا شهود حق ولا شهود زور.
وتخيل بعد أن ذهبت لتوقيع تعهد استلام ابنك بيومين، أن يتصل
بك «كبير المحققين» في الإصلاحية وأنت في عملك البعيد جداً
عن المدينة، ويطلب منك الحضور حالاً لمناقشة موضوع التهمة،
وإلا فسيتم البت فيها ضده! وتخيل أنه بعد كل هذه المرمطة،
يطلع ابنك بريئاً كبراءة الذئب من دم يوسف!
إن كان تخيلك لهذه القصة يؤلمك... فليكن بعلمك أنها حدثت
لأحد المواطنين... وبكل تفاصيلها.